الخميس، 17 يناير 2019

الجبــانـة المنـفـيـة



الجبــانـة المنـفـيـة
– منف
مدينة المدائن فى مصر القديمة وأول عاصمة لمصر الموحدة
.شيدت فى عصر الملك نعرمر مؤسس الأسرة الأولى.
حيث ذكر هيرودت المؤرخ اليونانى أن منف كانت عاصمة مصر الأولى
كما جاء فى روايته أن الملك مينا - هو الذى أسسها ولا يوجد بين المستندات التاريخية التى لدينا ما ينفى ذلك,- وأقام العاصمة الجديدة منف فى موقع بين الشمال والجنوب
بعد أن وحد القطرين.
وتقع منف على الضفة الغربية للنيل
فى نقطة اتصال بين مصر العليا والسفلى
على بعد 24 كلم من الجنوب لمركز القاهرة الجديدة.
محتلة موقع أستراتيجى بين وادى النيل والدلتا.
عند نقطة التقاء طرق التجارة الهامة.
وكانت تعرف بممفيس أى بميزان الأرضين
ويذكر هيرودت أن السبب الذى دعا الملك الى وضع العاصمة الجديدة على الضفة الغربية للنيل
هو أنه حرص على أن يجعل من النيل حاجز بينه وبين القبائل المشاغبة الهاربة شرق الدلتا
وترجع هذه التسمية الى الكلمة الهيروغليفية ” من نفر”
ومعناها الميناء الجميل كما أن هرم ببى الأول كان يسمى ” من- نفر- ببى ”
وقد أطلقوه على أسم المدينة الهرمية.
ومن ثم أصبح اسما لأحد أحياء العاصمة القديمة
التى كانت تسمى قبل ذلك العهد ” انب حدج ”
أى الجدار الأبيض نسبة الى السور الأبيض الذى بناه الملك مينا مؤسس الدولة القديمة
وليس ببعيد أن تتحول ” من نفر” الى منف ومنها جاء التسمية التى فى اللغة اليونانية “ممفيس”. ولقد اهتم ملوك الأسرة الأولى والثانية بالمظهر العام اللائق بها كعاصمة للبلاد حتى وأن كان ذلك يظهر بمظهر الملوك الذين يميلون الى الوجه البحرى بالرغم من إنهم من احدى مقاطعات الوجه القبلى حتى أنهم بنوا مقابرهم فى سقارة وفى أبيدوس فى الجنوب.
وكانت مدينة ممفيس التى اختفت الآن تماما تقريبا المركز الادارى والدينى,
وكما ذكرنا كانت المقر الملكى وعاصمة لمصر خلال الفترة من عصر الأسرات المبكر وعصر الدولة القديمة والملوك فى وقت لاحق وكانت المعابد فى المدينة من بين أهم ما فى الأرض.والمصادر التى أستعرنا منها معلوماتنا عن تاريخ هذه المدينة العظيمة يرجع الى النقوش والكتابات التى وصلتنا عبر التاريخ فى أوراق البردى ونقوش المعابد وتميزها من الاثار, يضاف الى ذلك ما كتبه المؤرخ اليونانى هيردوت والمؤرخ سترابون و ديودورس. ومن دراسة هذه المراجع تمكنا أن نعرف هذه المدينة,- التى استمرت عاصمة منذ الأسرة الأولى وحتى الثامنة. ومنها خرجت احدى نظريات خلق الكون (نظرية بتاح) وفيها عبد الثالوث الشهير ( بتاح- سخمت- نفرتوم )
وكانت منف مركزا للحضارة والتجارة وجاء فى الوثائق أن معابد تسعة عشرالها أقيمت فى المدينة ولعل أقدمها كان ذلك المعبد الذى أقيم للعجل أبيس ولكنه توارى أمام معابد الاله بتاح العظيمة التى شغلت مساحة كبيرة, وظلت هذه المدينة تتمتع بالرخاء وكثر السكان حتى العصر المسيحى.
وحتى بعد أن نحيت عن مكانتها القديمة كعاصمة للفراعنة وتلتها أولا ” ايثت تاوى ” “اللشت” فى عصر الدولة الوسطى ومن بعدها طيبة فى عصر الدولة الحديثة فقد ظلت من أهم مدن مصر القديمة ومن أكثرها ازدحاما بالسكان ولم تتدهور مكانتها كأعظم مدينة فى مصر بعد العاصمة إلا بعد تأسيس الأسكندرية- ورغم أن المدينة ظلت طوال التاريخ المصرى القديم تتبوأ مكانة مرموقة إلا أنها دخلت فى بعض الفترات فى دائرة النسيان وأصابها الزحف العمرانى والزراعى ولعل بعض ضربات الاحتلال الاجنبى لمصر القديمة قد أصابت منف إصابات مباشرة فإحتلال الملك بعنخى أحد ملوك مملكة نباتا وسيطرة الاشوريين على المدينة على يد أسرحدون ثم أشوربانيبال أدت الى تدمير ونهب المدينة. ثم كانت الضربة القاضية على يد الملك الفارسى قمبيز الذى خرب المدينة وقتل كهنة الاله بتاح. ورغم أن المدينة أستردت أنفاسها فى العصر البطلمى وفى أوائل العصر الرومانى وفى العصور التالية أصبحت المدينة بمثابة محجر تنقل أحجار منشآتها لتشيد بها منشآت آخرى لأغراض آخرى.
الجبانة المنفية
وانعكس حجم وأهمية ممفيس التى على امتداد أكثر من 30كلم والتى تغطيها المقابر على حافة الصحراء فى الضفة الغربية لنهر النيل والتى تشكل جبانة منف
حيث ترتبط بأسمها أشهر وأكبر جبانات مصر وهى جبانة منف والتى إليها سعى ملوك مصر ليتركوا فيها أثرا تخليدا لذكراهم.- وهى الجبانة التى نشأت عندما كانت منف عاصمة البلاد أى فى الأسرات من الأولى وحتى الثامنة. وتمتد هذه الجبانة من أبو رواش شمالا وحتى ميدوم جنوبا, وتشمل من الشمال الى الجنوب:
1- أبورواش.
2- الجيزة.
3- زاوية العريان.
4- أبوصير.
5- سقارة.
6- دهشور.
7- ميدوم.
كما تضم العدد الأكبر من الأهرامات التى شيدت على أرض مصر.
أبورواش
وهذه المنطقة الأثرية التى تقع فى الجزء الشمالى لجبانة ممفيس تضم مواقع مختلفة بأهرامتها ومقابرها ونقوش المقابر التى وجدت بها.
الجيزة
حيث بها الأهرامات الثلاثة الكبرى ولكل منها معابد وأهرامات فرعية .- وتعتبر هضبة الجيزة لم يتم أكتشافها كاملة ولكن تم أكتشاف الاثار المبكرة المعروفة بـ المصاطب حيث من المحتمل أنها ترجع لعصر الأسرتين الاولى والثانية. أما بالنسبة للعصر المتأخر فإن لهضبة الجيزة أهمية كبيرة وخاصة فى عصر الأسرة 26 حيث تم خلالها ترميم هرم منكاورع وتم العمل فى معبد إيزيس ليكون أكثر أتساعا بالاضافة الى بناء العديد من الجبانات على طول الطريق الصاعد لمجموعة الملك خفرع الجنائزية وأستمرت هذه المنطقة تستخدم كجبانات حتى العصر الفارسى.
زاوية العريان
وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل بين الجيزة وأبوصير وبها عدد من المقابر من عصر الدولة القديمة ومقبرة من عصر الدولة الحديثة.- حيث تقع المنطقة بين هرمين وبها عدد من المقابر الملكية بما فيها التى لم تكتمل.
أبوصير
وهى جزء من جبانة منف القديمة وتتكون من عدة أهرامات للأسرة الخامسة ومعابد الشمس وعدد من المصاطب والمقابر المنحوتة فى الصخر للعصر المتأخر الذين أختاروا أبوصير كموقع لاثارهم الجنائزية.
سقارة
وتقع هذه الجبانة الرئيسية فى المدينة وبالتحديد على بعد 17كلم من الجيزة, حيث كانت تستخدم فى الأسرة الاولى حتى العصر القبطى ويعتقد أن هذا الاسم لهذا الموقع ممكن أن يكون أخذ من الاله سوكر إلا أن تواريخ العرب تقول أنه أخذ من أسم قبيلة عربية كانت موجودة فى هذا الموقع. أن أهمية جبانة سقارة يشار إليها عن طريق الحشد الطبيعى للمقابر حيث أحيانا أعيد أستخدامها فى أوقات عديدة- فهى كتاب مفتوح تحكى صفحاته قصة الحضارة المصرية القديمة عبر عصورها المختلفة, فهى الجبانة الوحيدة فى مصر التى تضم اثارا منذ بداية التاريخ المصرى القديم وحتى نهايته, بل وتضم اثارا من العصرين اليونانى والرومانى.
دهشور
حيث تقع مجموعة من المجموعات الهرمية التى تكون معا فى جنوب الجبانة المنفية جبانة دهشور, لكن الاثار الأكثر بروزا ضمن تلك الاثار الباقية فى الموقع الاثرى فى دهشور يعتبر هرمين لأول ملوك الأسرة الرابعة ” سنفرو” وهناك أيضا ثلاثة أهرامات اخرى تنتمى لحكام من عصر الدولة الوسطى هم
” امنمحات الثانى – سنوسرت الثالث – امنمحات الثالث “
ميدوم
وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل الى الجنوب من القاهرة- وتقع بالمنطقة الجنائزية مجموعة هرمية بالقرب من منطقة الفيوم- حيث شيدت مصطبة مدرجة ومقبرة ملكية فى السنوات الأنتقالية من الأسرة الثالثة الى الأسرة الرابعة وهذه المصطبة المدرجة هى اخر مقبرة ملكية بنيت بهذا الشكل لسنفرو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق