الاثنين، 7 يناير 2019

معبد منتو حتب الثانى

معبد منتو حتب الثانى
منتو حتب الثانى احد ملوك اللأسرة الحادية عشرة
ولقد اختار حضن جبل من جبال طيبة الغربية
ليشيد فيه ضريحا له طراز مبتكرا يليق به،
ولم يبقى لنا من هذا الضريح إلا اطلاله وهى الموجودة الآن من الناحية الجنوبية
من معبد الملكة حتشبسوت بمنطقة الدير البحرى،
وهو بهذا يكون اقدم معبد فى الأقصر لا يزال يحتفظ ببقايا تستحق الذكر.
يبدأ المعبد بطريق صاعد غير مسقوف يتجه غربا وكان يبدأ أغلب الظن من مبنى الوادى الذى كان مشيدا على حافة الأرض الزراعية.يبلغ طول هذا الطريق 1000 متر وعرضه 46 متر ومسور بأحجار من الحجر الجيرى،وقد اقيمت على جانبيه تماثيل من الحجر الرملى تمثل الملك واقفا فى صورة اوزيرية،لابسا رداء الحب سد.وهذه التماثيل تمثل المرحلة الأولى التى سبقت ظهور الأعمدة الأوزيرية التى ظهرت بعد ذلك. وكان الطريق ينتهى بصرح كبير يليه مباشرة فناء ضخم مفتوح عثر كارتر عام 1900 على قبر للملك منتو حتب والذى يطلق عليه "باب الحصان" وهو عبارة عن حفرة عميقة توصل الى مدخل القبر وقد وجد فيه كارتر على التمثال الشهير للملك منتو حتب المحفوظ الآن بالمتحف المصرى ويعتقد ان مقبرة باب الحصان خصصت فقط لدفن تمثال الملك. وقد اطلق المصريون على هذه المقبرة ذات المعبد اسمين احدهما ينتمى للاله " آخ سوت امون" بمعنى مضيئة اماكن (الإله)امون ، والآخر ينتمى الى الملك صاحب المقبرة وهو "آخ سوت نب حبت رع" اى مضيئة اماكن الملك نب حتب رع.  المعبد هنا عبارة عن مسطحين ضخمين يلى احدهما الأخر ويعلوه ويوصل بينهما احدور صاعد،وقد عثر على جانبى هذا الاحدور الصاعد على حفر على مسافات متقاربة يصل عمقها الى 9 امتار مليئة بخليط من الطمى ورمل النهر،تشير هذه الحفر أغلب الظن الى مكان الأشجار التى كانت موجودة والتى تدل بقاياها على ان اغلبها كان من شجر الاثل عدا 8 اشجار فقط من اشجار الجميز وزعت بالتساوى على جانبى الاحدور الصاعد،وهناك اعتقاد بأن كل شجرة من هذه الشجار الثمانية كانت تظل تمثالا جالسا للملك وامام كل تمثال مذبح صغير للقرابين.

والمقبرة ذات المعبد اتخذت فى شكلها العام شكل حرف T مقلوب،رأسه تتجه الشرق اما الجزع فقد نقر فى واجهى الجبل والمعبد اقيم فوق قاعدة كسيت واجهتها بالحجر الجيرى الجيد ليسهل النقش والرسم عليها،يتقدم هذه القاعدة من الشرق صفة محمول على صفين من الأعمدة يتوسطها احدور صاعد يوصل الى المسطح الثانى وهو عبارة عن قاعدة ضخمة مربعة كان يقوم فوقها هرم صغير وان كان يوجد رأى يخالف هذا الرأى ويعتقد بأن هناك مسلة كانت مقامة على هذه القاعدة التى تنتهى بالحلية المعروفة فى المعمار بالخيرزانة وهذه الحلية لن توجد فى حالة وجود هرم وان وجد الهرم فأغلب الظن كان مدرجا ولا يزيد ارتفاعه عن 11 متر.  يحيط بهذه القاعدة او هذا المبنى بهو الأعمدة يتكون من 140 عمود مثمنة الشكل،وزعت بحيث تكون ثلاثة صفوف فى كل من جوانب الشمالية والشرقية والجنوبية وصفان فقط فى الجانب الغربى وذلك فى الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية.

الأجزاء المشيدة خلف هذه القاعدة ذات المسلة (أو الهرم) كانت مخصصة للقبر الملكى وللشعائر التى تفيد الملك منتو حتب حبت رع. وتبدأ بفناء مكشوف به صفان من الأعمدة فى جانبه الشرقى. وصف واحد فى كل من الجانبين الشمالى والجنوبى وفى منتصف هذا الفناء يوجد مدخل القبر الحقيقى والذى يوصل الى ممر محفور فى الصخر طوله 150 متر ويهبط فى خط مستقيم تحت بهو الأعمدة ويوصل الى حجرة تحت الجبل كسيت جدرانها بأحجار الجرانيت وقد وجد بها ناووس من الممر،وكان له غطاء من حجر الجرانيت وبعض الصلوجانات المهشمة وأشياء أخرى ولكن لم يعثر على المومياء والتابوت الخشبى الخاص بها.  بعد ذلك نصل الى صالة ضخمة للأعمدة كان يحمل سقفها 82 عمود مثمنة قسمت على عشرة صفوف،وهذه الصالة بهذا العدد من الأعمدة تعتبر أقدم صالة للأعمدة معروفة لنا حتى الآن فى العمارة المصرية،نجد فى نهاية صالة الأعمدة نيشة خصصت فى الأصل لتمثال الملك منتو حتب ثم بعد ذلك  اعدت هذه النيشة لتمثال الاله امون رع الذى اصبح بعد ذلك إلها للدولة وبعد فترة أخرى شيدت مقصورة مزينة امام نيشة التمثال خصصت للطقوس الدينية للملك والاله امون رع معا.  الى الغرب من القاعدة ذات المسلة الهرمية تم اكتشاف مجموعة من المدافن اهمها الآبار الستة ذات المقاصير الجنائزية التى خصصت لستة من سيدات العائلة المالكة،ومن اهم هذه المقابر مقبرة الأميرة كاويت والأميرة عاشيت وكان لكل منهما تابوت خشبى موضوع فى تابوت أخر صنع من الحجر الجيرى الجيد وقد زينا من الخارج بنقوش غائرة جميلة تمثل بعض مناظر لما قد يحدث فى حياة الأميرات اليومية مثل قيام احدى الوصيفات بتعطير وتزين الأميرة كاويت والتوابيت محفوظة بالمتحف المصرى.
أقام الملك تحتمس الثالث بعد ذلك فى الزاوية الشمالية الغربية من معبد منتو حتب نب حبت رع معبدا صغيرا للألهة حتحور.اكتشفت البعثة البولندية فى موسم عام 1961-1962 معبدا صغيرا كان مكرسا لعبادة الاله امون خلف معبد الآلهة حتحور الصغير وقد اقامه الملك تحتمس الثالث ايضا وأطلق عليه اسم "الأفق المقدس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق