الجمعة، 8 فبراير 2019

رمز الكبش The Ram Symbol





رمز الكبش   The Ram Symbol

سنتناول بالدراسة هذه المرة واحد من أهم الرموز قدسية
كعقيدة و كرمزية علمية خفية ، تقريبا تم تتداوله على
مستوى جميع الحضارات ...
إذا تابعوا معي كشف بعض أسراره و خباياه ...
أول ظهور لرمز الكبش كان في بلاد الرافدين ، العهد
السومري بالتحديد حيث تم إكتشاف العديد من رؤوس
الخرفان النحاسية ، البرنزية و الفخارية ضمن مقتنيات
المدافن ، تقدم في شكل أضاحي - تقربا لﻵلهة
حتى يضمن المتوفي سهولة العبور إلى العالم اﻵخر ...
فالكبش يعتبر من بين أحد الحيوانات قدسية ﻹرتباطه
بالطقوس الدينية حيث كان يقدم كأضحية لﻵلهة
زد على ذالك أهميته في أنه المصدر الرئيسي لتجارة
الصوف أحد دعامات لباس القدامى حضارات
عالم الشرق القديم فيما بينها ...
هذه الدراسة ممكن أن تجدها عند أي باحث آكاديمي
تتلمذ على يد جامعات علوم التاريخ السطحية و التي
تملئ رأسك سوى بفتات الحقائق و سطحيات المعارف
حتى يتخرج من قاعاتها دكاترة تبعبع ، تخلف من ورائها
طلاب ذوي عقول متحجرة أكثر جهلا ...
و هذا الذي لم أعودكم عليه طوال تواجدي على الشاشة
الزرقاء ، عودكم على مقالات أكثر عمق و تبسيط
تقريبا ، فليست غايتي أن أجمع عدد أكبر من اﻹعجابات
بقدر ما أنني أحاول إيصال معلومة حقيقية حسب
معارفي البسيطة ...

لذالك سنمر لتحليل أكثر ثراء و دراسة من وجه آخر
فتابعوا معي ما يلي :

أول ما نبدأ به هو سؤال جوهري لماذا كان الكبش
رمزا ل " آمين " " Amen " أو " آمون " " Amon "
إله الخلق في الحضارة المصرية ... ؟؟
كان " آمين " / " آمون " عند قدماء المصريين رمزا
للعقل الكوني و من صفاته أنه متفرد عن بقية اﻵلهة
و أنه خفي ، حتى إسمه خفي و معناه أيضا الخفاء أي
أنه محجوب عن الرؤية و يظل دائما خفيا عنهم دائما ...

بعد هذا نحاول التعرف على إجابة السؤال لما إرتبط
إسم آمين / أمون ب " رع " ( أمون رع ) ... ؟؟
رع هي تمثل أحد ألقاب إله الشمس ، أحد ألقاب
و أسماء القرص المتوهج ، " رع " تعني الصيرورة
( أي الشئ الذي يصير ) و أحيانا يستخدمون الكلمة
لﻹشارة إلى ذالك الذي هو كلي الروعة و كلي البهاء ...
أيضا يشير المصطلح إلى عملية تحول حيث يتبعها
كائن حي جديد ...
إذا إرتباط آمون و هو ( إله الخلق ) ب " رع "
أو الشمس يفسر بأن آمون يكمن وراء الشمس ، هو
الذي يحفزها ، مصدر طاقتها و هو الذي يجعل الشئ يصير
و يتدخل حتى يكون الشئ ، هو من ينتج كائن جديد ...
بهذه الأسطر القليلة تعرفنا على مفهوم " آمون رع "
و إندماج كلا المفهومين ببعض ...

تأمل المصري القديم الكون حيث وجد أنه كونا حيا ينبض
بالحياة ، تحركه قوة كونية خفية عصية عن اﻹدراك
و الفهم ، عقل كوني واحد ، يحرك اﻷشياء و يظل
هو دائما ثابتا ، كامنا ، محجوبا ...
و عندما تأمل قدامى مصر قوانين تسيير الخلق وجد
أن هناك قوانين رئيسية تنظم خلق الحياة في عالم
الطبيعة المادي و من تلك القوانين ، قانون " النسبة
الذهبية " و الذي يتجلى بصورة واضحة في العديد
من اﻷشكال و منها شكل النجوم و الكواكب في
الفضاء و شكل قواقع البحار ...

كان الفنان المصري القديم يصور " آمون / آمين "
أحيانا على شكل إنسان عندما يريد أن يرمز إلى
كينونته كعقل و فكر ، ذالك العقل و الفكر هو القاسم
المشترك بين " آمون " و اﻹنسان ...
و في أحيانا أخرى كان الفنان المصري يصور " آمون "
على شكل " كبش " عندما يريد أن يرمز إليه كقوة
من القوى الكونية التي تمارس عملية الخلق و اﻹبداع ...
فشكل " قرون الكبش " الحلزونية ، اللولبية هي شيفرة
أو رمز أو كود ﻹحد أهم قوانين الخلق و هو قانون
النسبة الذهبية " Golden Ratio " ، نجد تجسده في
كل شئ حولنا في ( النباتات ، الحيوانات ، جسم اﻹنسان
الكائنات البحرية ، في الفضاء ... إلخ ) في كل شئ
ينبض بالحياة ...

تأمل المصري القديم في اﻷرض و السماء و رأى فيما
حوله من مخلوقات يتعايش معها دائما رموزا للقوى
الخفية التي تحرك الكون و كانت الحيوانات بصفة خاصة
أحد أهم الرموز الكونية عند قدامى مصر و من تلك
الحيوانات المدجنة و اﻷكثرة قدسية هو " الكبش " ...

التقديس هنا ليس للحيوان و إنما القدسية للرمز الذي
يحمله الحيوان ، فشكل " قرون الكبش " يحمل كود
أو شيفرة الخلق الرئيسية و هي قانون " النسبة الذهبية "
و عندما قدس قدماء مصر " الكبش " ، قدسوا ما يحمله
الكبش و هو هذا الرمز الكوني ، النسبة الذهبية
" بصمة الخلق الخفية "

رمز الكبش ليس رمزا للحيوان بحد ذاته بل قرونه
الحلزونية التي تجسد أحد العلوم الخفية تحت
حوزة الطبقة الكهونتية بينما الرعاع الجهلة كانوا
يقدسونه على دوره في حياتهم المعيشية اليومية
فقط لا غير ...

حاشا لله تعالى أن يكون له أنداد ، جل و على عما
يصف المشركون

- في سياق المقال :

في بعض النماذج من العملات الهيلينية ، الخاصة
باﻹسكندر اﻷكبر ، كانت تصك صورة القائد على
العملات و معها قرون لذالك خال الكثير لجهلهم
أنه " ذو القرنين " و ما أبعد هذا عن ذاك
( البعد بين العبد الصالح و اﻵخر المشرك )
أتعلمون لما القرون ؟؟؟
ليس سوى للدلالة على أنه يحمل و يحوز على سر
من أسرار قوانين الخلق و تكوين الكون " النسبة
الذهبية " و الحركة اللولبية ( رمز مبدأ الدورية )
إيضا زيوس أب آلهة اﻹغريق كان يجسد أحيانا
بقرنين مع نفس التفسير بإختلافات بسيطة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق